الله عليه وسلم:"يا رسول الله إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به". قال:"وقد وجدتموه". قالوا:"نعم". قال:"ذاك صريح الإيمان". قال بعض أهل العلم في تفسير ذلك:"إن الإنسان قد يوقع الشيطان في نفسه من الشكوك والوساوس ما يصعب عليه أن ينطق به لعظم بشاعته ونكارته حتى إن خروره من السماء أهون عليه من أن ينطق به فاستنكار العبد لهذه الوساوس واستعظامه إياها ومحاربته لها هو صريح الإيمان لأن إيمانه الصادق بالله عز وجل وبكماله وبكمال أسمائه وصفاته وأنه لا شبيه له ولا ند له وأنه الخلاق العليم الحكيم الخبير يقتضي منه إنكار هذه الشكوك والوساوس ومحاربتها واعتقاد بطلانها". ولا شك أن ما ذكره لك هذا الزميل من جملة الوساوس وقد أحسنت في جوابه ووفقت للصواب فيما رددت به عليه زادك الله علما وتوفيقاً.
وأنا أذكر لك إن شاء الله في هذا الجواب بعض ما ورد في هذه المسألة من الأحاديث وبعض كلام أهل العلم عليها لعله يتضح لك من ذلك وللزميل المبتلى بالشبهة التي ذكرت ما يكشف الشبهة ويبطلها ويوضح الحق ويبين ما يجب على المؤمن أن يقوله ويعتمده عند ورود مثل هذه الشبهة ثم أختم ذلك بما يفتح الله عليَّ في هذا المقام العظيم وهو سبحانه ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل.