ومن هنا ذهبنا إلى ضاحية أخرى بل إلى بلدة أخرى وإن كان يشملها اسم (سالسبوري) وتسمى (هايقل) وهي منطقة من مناطق سكنى الإفريقيين وهي كبيرة، أكبر من هارورى وبيوتها ليست على طراز واحد لأنها بيوت خاصة بنيت بنقود الإفريقيين-لذلك اختلفت أحجام البيوت من حيث المساحة..
وهي ضاحية جميلة جدا تخترقها شوارع مسفلتة على أحسن طراز للذهاب والإياب وتملأ الزهور حدائق البيوت-كلها وكذلك بيوتا في حي هراري مبنية إما بالآجر أي باللبن الأحمر، وإما بالاسمنت المسلح فلا تجد فيها كوخا أو عشا أو ما يماثل ذلك أو يقرب منه مما تجده في المدن الإفريقية الأخرى.
مع ذلك فلا أرى الإفريقيين يشعرون بالسعادة لأنهم يعيشون هنا وحدهم بدون أن يسمح لأحد بان يختلط معهم في السكنى فكأنهم يعيشون في سجن كبير ولأنهم أينما يتوجهون في روديسية يجابهون بالاحتقار وعدم الاحترام.
زرنا المسجد هناك وهو ثالث مسجد رأيناه في منطقة سالسبوري وهو صغير فقير في فراشه وأثاثه ويحتاج إلى بعض التكميلات، وقد وعدناهم غدا بتقديم مبلغ من سماحة مفتى الديار السعودية، لتكميل بنائه، وإمامه يدعى (علي محمد) وأصله من ملاوي.
ويقع حي هايقل إلى الجنوب من سالسبوري وهو يعتبر ضاحية لها متصلا بها ويبعد عن قلب المدينة خمسة أميال..