في طريق العودة من هراري رأينا المقبرة فإذا بها قد قسمت أجزاء قسم منها للأوروبيين وقسم للهنود وقسم للإفريقيين ولا يمكن أن يدفن أحدهم مع الآخرين حتى المسلمون الهنود لهم مقبرتهم المنفصلة عن المسلمين الإفريقيين بسبب اللون والأوربيون المسيحيون لهم قبورهم المنفصلة عن قبور الإفريقيين المسيحيين، ويقول أحد المسلمين هنا أنه ذهب إلى الحكومة منذ شهرين وقال لهم إن الإسلام لا يعرف التفرقة العنصرية وأنه لا داعي لبقاء قبور المسلمين منفصلة بل إنه يريد أن تكون مقابر المسلمين من جميع الأجناس واحدة، قال ولا يزال يسعى في هذا الأمر، وهو يدعى الشيخ كمال إبراهيم هندي الأصل ويقيم منذ مدة طويلة في هذه البلاد ويحمل الجنسية الروديسية وهذه إحدى مهازل التفرقة العنصرية وليست هذه هي الشاهد الوحيد بل إن أحد إخواننا الروديسيين المسلمين من أصل صومالي حدثني أنه عرضت في البيع عمارة في الحي الأوروبي مكونة من حوانيت في أسفلها ومسكن في أعلاها قال: فزدت في ثمنها إلى أن اتصل بي الدلال وقال لي: بالهاتف إنني آسف إذ أخبرك أنني لا أستطيع قبول زيادتك في العمارة ولماّ سألته عن السبب قال لأننا وجدنا في وصية صاحب البيت لا تباع لأسود قال: فسألت مادام وأنه قد مات فما الذي يهمه من البياض والسواد؟ فأجاب لئلا يضايق جيرانه البيض إذا باعها على أسود إنها مهزلة المهازل بلا شك!