فهذه المهاترات مثلا، تحاول أن توحي بأن موقف شيخ الأزهر المعادي للشيوعية من شأنه أن يثير الفتنة الطائفية، ويعمل على تفتيت الوحدة الوطنية، التي تحرص الدولة بكل قواها على الحرص عليها أية وحدة وطنية هذه التي تتحدثون عنها أيها الناس؟
هل بضع عشرات ... أو حتى بضع مئات منكم تؤلف وحدة وطنية مع خمس وثلاثين مليونا أو يزيدون؟
وهذه المهاترات تحاول مرة ثانية أن تلمح بأن المعاداة الشيوعية في مصر، من شأنها أن تثير غضب الاتحاد السوفياتي الذي وقف إلى جانب مصر في معركتها ضد إسرائيل!
إن أرباب المهاترات يتجاهلون:
أولاً: أن الاتحاد السوفييتي لم يتصدق على مصر بشيء، بل كان هو المستفيد من بيع صفقات السلاح لمصر بأبهظ الأثمان.. وأبهظ الفوائد.
ثانياً: ويتجاهلون أن موقف الاتحاد السوفييتي الذي يدينون له بالولاء في معركة العاشر من رمضان، كان موقفاً مثيرا للأسى والأسف معا، وأقل ما يقال عنه: إنه موقف اتسم بالتخلي والتخاذل.
ثالثاً: ويتجاهلون أن الاتحاد السوفييتي، حين عمد إلى التسلل إلى ليبيا، وإلى مساندة النظام الماركسي في كل من اليمن الجنوبية والصومال. لم يسئ إلى مصر وحدها، بل إلى العالم العربي قاطبة.
رابعاً: ثم يتجاهلون أن الاتحاد السوفييتي في هذه الأيام يسعى جاهداً - عن طريق الدس والوقيعة - لتفريق وحدة الصف العربي، منتهزاً أدنى الفرص للصيد في الماء العكر.. ويسعى كذلك لبلبلة الأفكار إزاء خطوة تخطوها مصر نحو السلام.