وثالثة الأثافي: أن هذه المهاترات اليسارية الصبيانية تتحدث عن نضال أهل اليسار في مصر..ونحن لا ننكر أن لأهل اليسار هؤلاء دورا.. لكن ليس نضاليا ولا وطنيا على الإطلاق..بل إنه دور تخريبي بكل ما تحمل كلمة التخريب من معنى.. في مجالات السياسة والأخلاق والدين.. إن لهم دورا تخريبي في مجال السياسة حيث دأبوا على إثارة الشغب في الأوساط الطلابية والعمالية.. وفي مجال الأخلاق دأبوا - في صحفهم - على نشر الميوعة بين الشباب المراهق بين الجنسين، وتشجيع التنكر للتقليد، وفي مجال الدين دأبوا - في شتى وسائل الإعلام - على تقديم كل ما يسيء إلى الإسلام، ويشوه تاريخه.
ولعل الكاتب الشرقاوي في (روز اليوسف) كان ينفث حقده على الأزهر..الذي تصدى لمسرحيته (الحسين ثائر) حتى صادرها، وفوت عليه آلاف الجنيهات التي كان يتوقع الحصول عليها من الجهات الشيعية.
في معركة ١٩٦٧- وكنا خلف الأسوار - نسينا كل ما لقينا من أذى يجل عن الوصف.. ولم ننس مصر، لأنه لا ذنب لها فيما أصابنا، فأبدينا تطوعنا للجهاد على أن نعود إلى أماكننا بعد انتهاء المعركة، وذلك بعد أن تبرعنا بدمائنا وقروشنا الزهيدة التي لم نكن نملك غيرها، أما القلة من أهل اليسار فقد كان لها منطق عجيب مثير للضحك - وشر البلاء ما يضحك - كانوا يعلنون في تبجح أن المعركة المقدسة بالنسبة لهم هي في فيتنام، وليست في مصر أو في فلسطين!
إن دفاع العلماء عن الأزهر في نظر أهل اليسار هو إرهاب فكري وكنا نعتقد أن الإرهاب الفكري هو آخر شيء يمكن أن يتبجحوا به، ولو أعادوا النظر فيما كتبه الشرقاوي في (روز اليوسف) لأدركوا أن الإرهاب الفكري هو المداد الذي يكتبون به، لقد أرغى الشرقاوي وأزبد..وهدد وتوعد، ونسي أن مصر الإسلامية - برغم أنوفهم - لن تقف مكتوفة الأيدي إذا حاول أهل اليسار