وقد ورد في فضل الدعوة والدعاة آيات وأحاديث كثير كما أنه ورد في إرسال النبي صلى الله عليه وسلم الدعاة أحاديث لا تخفى على أهل العلم ومن ذلك قوله جل وعلا:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} . فهذه الآية الكريمة فيها التنويه بالدعاة والثناء عليهم وأنه لا أحد أحسن قولا منهم وعلى رأسهم الرسول عليه الصلاة والسلام ثم أتباعه على حسب مراتبهم في الدعوة والعلم والفضل فأنت يا عبد الله يكفيك شرفا أن تكون من أتباع الرسل ومن المنتظمين في هذه الآية الكريمة {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} المعنى لا أحد أحسن قولا منه لكونه دعا إلى الله وأرشد إليه وعمل بما يدعو إليه يعني دعا إلى الحق وعمل به وأنكر الباطل وحذر منه وتركه ومع ذلك صرح بما هو عليه ولم يخجل بل قال: إنني من المسلمين.. مغتبطا وفرحا بما مَنَّ الله به عليه ليس كمن يستنكف عن ذلك ويكره أن ينطق بأنه مسلم أو بأنه يدعو إلى الإسلام لمراعاة فلان أو مجاملة فلان ولا حول ولا قوة إلى بالله. بل المؤمن الداعي إلى الله القوي الإيمان البصير بأمر الله يصرح بحق الله وينشط في الدعوة إلى الله ويعمل بما يدعو إليه ويحذر ما ينهى عنه فيكون من أسرع الناس إلى ما يدعو إليه ومن أبعد الناس عن كل ما ينهى عنه ومع ذلك يصرح بأنه مسلم وبأنه يدعو إلى الإسلام ويغتبط بذلك ويفرح به كما قال عز وجل:{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} .