فالفرح برحمة الله فرح الاغتباط.. فرح السرور.. أمر مشروع، أما الفرح المنهي عنه فهو فرح الكبر والمرح هذا هو المنهي عنه كما قال عز وجل في قصة قارون:{لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} . هذا فرح الكبر والتعالي على الناس والتعاظم وهذا هو الذي ينهى عنه أما فرح الاغتباط والسرور بدين الله والفرح بهداية الله والاستبشار بذلك والتصريح بذلك ليعلم فأمر مشروع وممدوح ومحمود فهذه الآية الكريمة من أوضح الآيات في الدلالة على فضل الدعوة وأنها من أهم القربات ومن أفضل الطاعات وأن أهلها في غاية من الشرف وفي أرفع مكانة وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام ومن ذلك قوله جل وعلا:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} . فبين سبحانه أن الرسول يدعو على بصيرة وأن أتباعه كذلك فهذا فيه فضل الدعوة وأن أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم هم الدعاة إلى سبيله على بصيرة والبصيرة هي العلم يما يدعو إليه وما ينهى عنه وفي هذا شرف لهم وتفضيل وقال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:"من دل عل خير فله مثل أجر فاعله". رواه مسلم في الصحيح.. وقال عليه الصلاة والسلام:"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا". أخرجه مسلم أيضا. وهذا يدل على فضل الدعوة إلى الله عز وجل وصح عنه عليه السلام أنه قال لعلي رضي الله عنه وأرضاه:"فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم". متفق على صحته، وهذا أيضا يدلنا على فضل الدعوة إلى الله وما فيها من الخير العظيم وأن الداعي إلى الله جل وعلا يعطي مثل أجور من هداه الله على يديه ولو كآلاف الملايين تعطى أيها الداعية مثل أجورهم فهنيئا لك أيها الداعية إلى الله بهذا الخير العظيم وبهذا يتضح أيضا