للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لما تؤذنْ الدنيا به من صروفها

يكون بكاء الطفل ساعة يولد

وإلا فما يبكيه منها وإنها

لأوسع مما كان عيشا وأرغد

إذا أبصر الدنيا استهلّ كأنه

بما سوف يلقى من أذاها يهدد.

أرسل معاوية إلى الأحنف بن قيس فلما أتاه قال: "يا أبا بحر. ما تقول في الولد؟ "قال: "يا أمير المؤمنين ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا ونحن لهم أرض ذليلة، وسماء ظليلة، فإن طلبوا فأعطهم، وإن غضبوا فأرضهم يمنحوك ودهم، ويحبوك جهدهم، ولا تكن عليهم ثقيلا فيملوا حياتك ويودوا وفاتك، وكرهوا قربك.."

في قرارة الموجة:

أي بني الحبيب.. ربما تناوشتك في مهيع حياتك عقبات عديدة، إلا أنها لن تكون بعون الله شديدة.. ستجد الملل والنحل، والمذاهب والعقائد، والأفكار والآراء، ينادَى عليها في أسواق الإعلام ومنابر الدعاية وبطون الكتب وأنهار الصحف.. كما ينادى على السلع الرديئة والجيدة، والبضائع الغثة والسمينة.. وسترى هذا كله وتضرب أخماسا لأسداس، متعجبا لما أصاب نفوس الناس! ماذا ستأخذ بحظك منه يا بني..؟ إن الاختيار كله بيديك، وأمر العقيدة لن يكون إلا إليك، لكن نتائج اختيارك حتما ستكون لك أو عليك.. وليت الأمر أشبه باختيار ثوب يلبس، أو طعام يؤكل، أو شراب يحتسى.. بل إنه لأخطر وأكبر ...

إنه أمر عقيدة تمتزج بدمك، وتسري في مخ عظامك، وتتغلغل في حنايا روحك، وتقتضيك بذل النفس والنفيس، والغالي والرخيص، من أجل أن تكون بها أو لا تكون أبدا.