لقد كنت في بلادي السند وأنا صغير لم أبلغ الحلم وأسمع هذه الكلمة من أفواه مشائخ الطرق الذين كانوا دائما، وأبدا يحذرون عوام الناس وخواصهم منها، ووضعوا لها مفهوما خطيرا، تقليدا لغيرهم ممن سمعوا منهم لدعاية خبيثة ماكرة مع علمهم أنها جاءت من أسيادهم المستعمرين الذين كانوا يحكمون البلاد الهندية وغيرها بالحديد والنار لكي يسدوا بها الناس لئلا يقبلوا على هذه الدعوة الكريمة التي جدد الله بها دينه، وأعلى بها كلمته، وكان العدو يخشى من ظهور هذه الدعوة الكريمة، وانتشارها في العالم كله خصوصا في القارات التي كانت تحت سيطرته وبطشه لأن هذه الدعوة الكريمة كانت تقف أمام العدو بالمرصاد وتحول بينه وبين تنفيذ مخططاته الاستعمارية الخبيثة، ولم يكن هذا النوع من الدعوة الكريمة منحصرا وجوده في (نَجْد) وحدها فقط بل كان في كل مكان وزمان، وهناك رجال مخلصون يدعون إلى هذه الدعوة الكريمة إلا أن الدعوة لم تلق دعما قويا، ومساندة فعالة مثالية إلا في ديار نجد على يد الأمراء السعوديين وعلى رأسهم الإمام محمد بن سعود تغمده الله تعالى برحمته ورضوانه وجعل الجنة مثواه وسائر أبناءه وأحفاده رحمهم الله تعالى فتقوى أمر هذه الدعوة السامية فصار لها صدى عظيم في أنحاء العالم وأعدل دليل على ذلك أن من سمع الإذاعة البريطانية في تلك الأيام المباركة التي رجعت هذه البلاد مرة ثانية إلى أهلها كانت تقول الإذاعة البريطانية: إن الجيش الوهابي فعل كذا، وترك كذا ومن هنا كان انتشار هذه الكلمة بمفهومها الخاص في أطراف العالم نعم وصل صوت الدعوة الحلو الرنين من أقصى الدنيا إلى أعلاها، ومن أعلاها إلى أقصاها، في وقت لم تكن وسائل المواصلات موجودة البتة بمثل ما توجد في الوقت الحاضر، إلا أن العدو اللعين الماكر اتخذ بسياسته الماكرة الخبيثة، وحيله الإبليسية دفاعا لنفسه، ومخططاته الاستعمارية سماسرة مأجورين من كل نوع وصنف في كل مكان ممن عرفوا ببيع