الضمائر رخيصة للاستعمار وهم ينتسبون إلى العلم زورا، وبهتانا أمثال الشيخ أحمد زيني دحلان بمكة، والنبهاني بالشام، وأحمد رضا خان بالهند وغيرهم عاملهم الله تعالى بما يستحقون.
نعم فاتخذهم العدو واشترى ضمائرهم بمبلغ كبير من المال لكي يشوهوا حقائق هذه الدعوة السامية فأساؤا إليها بتلصيقهم إياها بأنواع من الدعايات المغرضة الفاسدة فحرفوا مبادئها العليا، وقواعدها الرفيعة وفي ضوء تلك الدعاية حرفوا القرآن الكريم ونصوص السنة الصحيحة حسب هواهم الفاسد، فجعلوا لهذه الكلمة (الوهابية) مفهوما خاصا، ومعنى بشعا خبيثا لكي يدندنوا حوله فلما كان نجد قد ورد ذكره في الأحاديث الصحيحة وعدم دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لأهله دون أن يحققوا ما هو النجد المعني في الحديث الشريف، ولم يلتفتوا إلى تلك القرائن الواضحة الظاهرة التي تنطبق على ذلك النجد، وما هو كلام أهل الحديث من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في نجد الذي عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حديثه.. وقد ذكر العلامة ياقوت الحموي في معجم البلدان عشرات من النجود وكذا غيره وليس المراد الذي عينوه هم فتركوا كل هذا مع علمهم ويقينهم أن نجدا الوارد في الحديث ليس هو الذي عينوه، وأشاروا إليه في هذه الدعاية الماكرة الخبيثة الفظيعة التي أقامها الاستعمار وعملاؤه في أطراف العالم على أنقاض هؤلاء السماسرة الدخلاء المأجورين، ومن هنا كان هذا المفهوم الجديد الخبيث شائعا في أطراف العالم وهو أن الوهابية تعادي الرسول صلى الله عليه وسلم وتحرم الصلاة عليه، وهدمت القباب والأبنية التي كانت مبنية على قبور الصحابة وغيرهم رضي الله تعالى عنهم، وكان للاستعمار في كل بلد، وقرية ممثل يقوم بنشر هذه السخافات والترهات، ومن هنا انتشرت ((كلمة الوهابية)) في العالم كله في شرقه، وغربه، وجنوبه، وشماله، بمفهومها الخاص، فانظر فلسفة المستعمر أن الداعي في نجد إلى هذه الدعوة المحمدية كان