فلا عاصم اليوم والغد والأمس لأحد إلا لمن رحم ربك ولمن شاء له الهداية والتوفيق. وسواء كانوا من أصلابنا أو كانوا أحبابا ورفقاء لنا فالأمر دائما لله، وقد جاء هذا الأمر إلى لوط:{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ} .
وهكذا كتب الله على امرأة لوط عليه السلام ما كتبه على العصاة والمخالفين {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ} .
وفي قصة يوسف عليه السلام لا يختلف الحال، وإن فيها لآيات للسائلين والمفكرين حينما تجمع إخوته عصبة وقرروا أن يقتلوه أو يطرحوه أرضا، ولكن يعقوب عليه السلام يقول لهم:{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} ويرد الأمر لله وحده ويستعين به ويعود يوسف مكرما معززا بفضل الله لا يضره ما كان وما دبر.
كل هذه العبر تدعو المسلم إلى التطلع للسماء والنظر إلى خالق الكائنات وحصر الرجاء في الله، وقصر الطلب عليه. وندائه وحده وترك الاعتماد على من عداه. لأن غيره مسكين من المساكين، ومخلوق من المخلوقات. وعبد من عباد القوي الجبار.