ما أعجب شأنكم أيها الرجال!! يجيء أحدكم إلى أهل الفتاة خاطبا وهو يموء كما تموء القطط من حول الموائد، حتى إذا نال ما تمنى ووجد الضالة التي ينشد، وأصبحت الفتاة له زوجة، نظر إليها كما ينظر إلى قطعة أثاث جديدة يزين بها بيته، أو إلى سلعة ذات نفع ومتاع فينتفع بها ويستمع، فإذا ما طال عليها العهد، ونسأل الله لها في الأجل، فوخط الشيب فوديها، وخدّد الكبر جبينها وعارضيها، نظر إليها كما ينظر إلى سيارة ذات طراز قديم، أو إلى متاع له في البيت أصابه العوار ومسته يد البلى، فما أسرع ما يطلق، وما أسهل أن يفارق.
وإذا ما سألت: فأين الدين وأين المروءة؟! وأين حقوق سنوات طويلة من التواد والتعاطف؟! كنت كمن يخاطب صخرة منصوبة أو جدارا قائما.
زوجي الذي كان ...
هذه رسالة أكتبها إليك، وأغلب الظن أنها لن تصل إلى يديك، سوف تمزقها الأيدي من حولك شرّ ممزق، وسوف تدوسها الأقدام من فوق التراب بغيظ وحنق، ولكنها على كل حال آهات امرأة مظلومة، ونزيف قلوب مكلومة، وأنفاس مطلقة عجوز تحتضر.
اللهم إني مظلومة.. اللهم إني مظلومة.. اللهم انتصف لي وانتصر، فليس لي في هذا العالم من ألوذ به سواك!!