إن الله الذي خلق الناس لم يدعهم هملا، ولم يتركهم سدى، بل شرع لهم شرائع، وسن لهم قوانين أوجب عليهم أن يلتزموها وألا يحيدوا عنها تطبيقا لقراره القديم:{فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[١٠] .
ولا ريب أن ما شرعه الله أحكم وأنفع مما وضعه الإنسان فالمولى هو الذي خلق الإنسان، ويعلم ظاهره وباطنه وما ينفعه وما يؤذيه وما يلائمه وما يجافيه قال تعالى:{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[١١] .
وقال:{هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ}[١٣] بل إنه سبحانه يعلم كل شيء في العالم الذي يعيش فيه الإنسان ويتأثر به قال تعالى: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}[١٤] .