للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كذلك يحدثنا التاريخ أن عمر بن الخطاب استدعى فاتح مصر ليحاسبه على جريرة ابنه، وليمكن للقبطي من ضرب ولده الذي أساء له وليقول له بعد أن اقتص منه القبطي هذه الكلمة التي دوت في الآذان، ووعتها الأذهان على مر الزمان "يا عمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".

هكذا أطعمهم الإسلام من جوع وآمنهم من خوف وحماهم من ظلم، وحافظ على حرياتهم.

(وبعد) فواجب على المسلمين في أنحاء العالم أن يعودوا إلى كتاب الله ويحلوا حلاله ويحرموا حرامه، ويقيموا أحكامه، عليهم أن يحتكموا إلى الشريعة الإسلامية ففيها ما يغنيهم عن القوانين الأجنبية، عليهم أن يأخذوا بالكتاب كله حتى لا يكونوا ممن قال الله فيهم:

{وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً} .

إلى أمثال هؤلاء الذين يتجاهلون أحكام الله أو بعض أحكامه، ويرتابون في حدوده نوجه إليهم هذا السؤال:

هل ترون أن كتاب الله انتهت مهمته، وانقضت مدته وأحيل إلى المعاش والتقاعد فلا وظيفة له اليوم بين الناس لأن ما جاء فيه من أحكام الربا والحدود لا يمكن على زعمكم تطبيقه، ولا يتيسر تنفيذه؟

إذن فلماذا ضمن الله له الخلود والبقاء فقال:

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [٢٦] .

هل حفظه الله ليستجدى به الناس على قارعة الطريق، أو ليودع في دار الآثار على أنه أثر عتيق؟؟!.

كلا: بل حفظه الله ليهدى الناس إلى صراط مستقيم، وليحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون قال تعالى:

{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [٢٧] .

وقال سبحانه: