وعلامة محبة المرء لهذه الكلمة وما تقتضيه متابعته للرسول صلى الله عليه وسلم في امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه كما قال تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} وتسمى هذه الآية آية المحنة، لأن الله امتحن بها من ادعى المحبة كما هو واضح.
وما أكثر من ادعى هذه المحبة وهو عنها بعيد.
وكل يدعي وصلا لليلى.
وليلى لا تقر لهم بذاكا.
فإن توفرت هذه الشروط في قائل: لا إله إلا الله أثمرت فعل الواجب - والمندوب - وترك المحرم - والمكروه - وقد يقع قائلها في ترك واجب أو فعل محرم فإن تاب تاب الله عليه وغفر له، ومن لم يتب فهو تحت المشيئة الإلهية، إن شاء الله غفر الله له وأدخله الجنة وإن شاء عذبه بقدر ذنبه ثم أدخله الجنة، فدخول الجنة للموحد مقطوع به.
ويتضح مما سبق من النصوص الرد على ثلاث طوائف:
الطائفة الأولى: زعمت أن مجرد معرفة القلب كاف في ضمان دخول الجنة استدلالا بمثل قوله صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة".
وهو زعم مردود، لأن (لا إله إلا الله) كما قيدت بالعلم قيدت بغيره كالنطق بها والإخلاص لله.
الطائفة الثانية: زعمت أن مجرد إظهار الشهادتين كاف في دخول الجنة، وإن لم يحصل اعتقاد، وهم غلاة المرجئة استدلالا بمثل قوله صلى الله عليه وسلم:"من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة".