قلت وفي مسند الإمام أحمد ما يدل على سماعه من عمر رضي الله عنه ففيه بإسناد حسن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:"كنت مع عمر رضي الله عنه فأتاه رجل فقال: "إني رأيت الهلال.."الحديث.. وفيه أيضا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر رضي الله عنه قال: "صلاة المسافر ركعتان"الحديث وفي آخره وقال يزيد - يعني ابن هارون - ابن أبي ليلى قال سمعت عمر. وقد روى البخاري في التاريخ الصغير عن ابن أبي ليلى قال: "ولدت لست سنين بقين من خلافة عمر.."وكذا ذكر الخطيب البغدادي في تاريخه أنه ولد لست بقين من خلافة عمر رضي الله عنه. ومثل هذا السن يعقل فيه الذكي كثيرا مما يراه ويسمعه. بل بعض الأذكياء يحفظ كثيرا من الأشياء لأقل من هذا السن. وعلى هذا فظاهر حديثي ابن أبي ليلى عن عمر رضي الله عنه الاتصال. ولم يصنع شيئا من نفي سماعه منه من أجل صغره والله أعلم.
وروى عبد الله بن الإمام أحمد أيضا في كتاب السنة عن علي رضي الله عنه أنه قال: "لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري".
وروى عبد الله أيضا في كتاب السنة عن علي رضي الله عنه أنه قال على المنبر: "ألا إنه بلغني أن قوما يفضلوني على أبي بكر وعمر ولو كنت تقدمت في ذلك لعاقبت فيه ولكن أكره العقوبة قبل التقدم من قال شيئا من ذلك فهو مفتر، عليه ما على المفتري".
قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: "روي عن علي رضي الله عنه أنه قال: "لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري" فمن فضله على أبي بكر وعمر جلد بمقتضى قوله رضي الله عنه ثمانين سوطا.." انتهى.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى أيضا: "ورأس الفضائل العلم وكل من كان أفضل من غيره من الأنبياء والصحابة وغيرهم فإنه أعلم منه قال تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} والدلائل على ذلك كثيرة وكلام العلماء في ذلك كثير.."انتهى.