وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في إعلام الموقعين:"ومعلوم أن فضيلة العلم ومعرفة الصواب أكمل الفضائل أشرفها". انتهى.
وإذا علم هذا فلا يخفى ما في هذا المقال السيئ من الفرى التي يستحق قائلها أن يجلد على كل واحدة منها حد الفرية ثمانين سوطا.
الأولى: تفضيل أُمهات المؤمنين على عمر رضي الله عنه.
الثانية: تفضيل أبي هريرة رضي الله عنه على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بالعلم.
الثالثة: زعمه أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ماتا ولم يحفظا القرآن كله. وهذا يقتضي تفضيل عدد كثير من الصحابة عليهما.
الرابعة: تفضيل علي ومعاذ وابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم على عمر رضي الله عنه بالعلم والفقه.
الخامسة: تفضيل مرتبة البخاري في العلم على مرتبة أبي بكر وعمر وسائر الصحابة رضي الله عنهم..
وأما قول أبي تراب فهل نقول أن أبا هريرة كان أفضل من أبي بكر كلا.
فجوابه أن يقال: من زعم أن أبا هريرة رضي الله عنه غلب الصحابة كلهم بعلمه لزمه أن يقول إنه أفضل منهم كلهم لأن العلم رأس الفضائل وأكملها وأشرفها كما قرره شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى في كلامهما الذي تقدم ذكره قريبا. قال شيخ الإسلام أبو العباس:"وكل من كان أفضل من غيره من الأنبياء والصحابة فإنه أعلم منه قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} والدلائل على ذلك كثيرة وكلام العلماء في ذلك كثير". انتهى.
وإذا علم هذا فمن قال إن أبا هريرة أعلم من الصحابة كلهم وبعضهم أفضل منه فقوله متناقض كما لا يخفى.