لقد آن للمسئولين عن رعاية المساجد أن يحسنوا لها الاختيار، فلا يقل مؤهل الإمام والخطيب عن الشهادة الثانوية الشرعية في أوساط القرى والبوادي، وأما في المدن والحواضر فلا يصل إلى هذه الأعمال امرؤ يقل مؤهله الدراسي عن مستوى الإجازة من إحدى الكليات الإسلامية، وذلك بعد الاستيثاق الكامل من مؤهله الخلقي، على أن هذا يقتضي أن يوفر للعاملين في خدمة المسجد كل ما يؤمن لهم الحياة الكريمة، وقد درج بعض المحسنين أن يلحقوا بالمسجد منزلاً خاصاً للإمام والخطيب، وإنها لسنة حسنة يجدر بالمؤتمر ألا يغفلها.
وإذا كان هذا صحيحاً بالنسبة إلى كل مسجد في أي مكان، فهو أحق بالتحقيق في المسجد الأنموذج، الذي يراد له أن يكون مناراً للهداية، ومنطلقاً للدعوة إلى دين الله بين مختلف عباد الله.
المراكز الإسلامية:
وبحث كهذا في شأن المسجد لا يستكمل عناصره ما لم نلق من خلاله نظرة إلى ما يسمى اليوم بالمراكز الإسلامية المنشآت خارج أقطار المسلمين...
إن لبعض هذه المراكز نشاطاً ملحوظاً في خدمة المسلمين وفي الدعوة إلى الإسلام، وقد حقق هذا البعض بفضل الله غير قليل من النجاح في أوساط الجاليات الإسلامية، وطلاب الحق والخير من غيرها...
بيد أن الملاحظ أن أكثر هذه المراكز نجاحاًً في خدمة الإسلام هي التي يقوم على خدمتها عناصر حرة من الشباب المؤمن، الذي لا تقيده وظيفة رسمية.. ففي ظل هؤلاء الأحرار يحسن عرض الإسلام لجاهليه من الأجانب، وتنظم برامج تعليم لصغار المسلمين ممن لا يتاح لهم معرفة شيء من دينهم إلا عن طريق هؤلاء المتطوعة..