السؤال الثاني: إذا كان الدين كله عبادة فلماذا قسم الفقهاء الأحكام إلى عبادات ومعاملات؟
ولهذا السؤال جوابان:
الجواب الأول: أن تقسيم الفقهاء اصطلاح منهم قصد به تسهيل الأبواب الفقهية لطالب العلم، ولم يقصدوا بها أن الأحكام الأخرى التي تسمى المعاملات ليست عبادة بدليل أن تلك المعاملات يدخلها الثواب والعقاب، لأن فيها الواجب والمندوب وفيها الحرام والمكروه والمباح.
الجواب الثاني: أنهم قصدوا من هذا التقسيم بيان أحكام الشرع على كل نوع: النوع الأول يضم الصور والكيفيات المحددة التي ليس للعبد فيها إلا التلقي من الله ثم التنفيذ، وهذه هي الشعائر التعبدية كالصلاة والصيام والزكاة والذكر، فالله هو الذي ينشئ هذا النوع وليس لغيره أن يخترع شيئاً من عنده ويدعو الناس إلى التعبد به.
النوع الثاني: يشمل الأحكام التي تنظم علاقات الناس بعضهم ببعض في حياتهم، وهذه العلاقات موجودة قبل أن يأتي الشرع، فالشرع لم ينشئها وإنما أقر الصالح منها ونهى عن الفاسد، وبناء على ذلك قررت القاعدة المعروفة: الأصل في العبادات الحظر، والأصل في المعاملات الإباحة.
راجع في تعريف العبادة وشمولها رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية: العبودية، وكتاب العبادة في الإسلام للشيخ يوسف القرضاوي.
تأثير عقيدة التوحيد في حياة الإنسان
الموحد ليس كالمشرك، فللتوحيد آثاره في حياة الموحد، وللشرك آثاره في حياة المشرك، كما أن للعلم آثاره في حياة العالم وللجهل آثاره في حياة الجاهل.
وقد ذكر الأستاذ المودودي في كتابه القيم: مبادئ الإسلام آثار عقيدة التوحيد ص ٩٢-٩٩ وإليك تلخيصا لذلك:
١_ بعد نظر الموحد لإيمانه بالذي خلق السموات والأرض وما فيهما وما بينهما، ولذلك لا يستغرب شيئا في هذا الكون لأنه يعرف أنه مخلوق لحكيم عليم، وعبد لرب قوي قادر.