وقوله:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} تكررت هذه الآية والآية السابقة في آخر القصص الأربع تقريرا لمضمون ما سبق من قوله: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌحِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} وتنبيها على أن كل قصة منها مستقلة بإيجاب الادكار فيها، وإشعارا بأن تكذيب كل رسول مقتض لنزول العذاب، وليجددوا عقيب سماع كل نبأ اتعاظا، واستئنافا للتنبيه والإيقاظ لئلا يغلب عليهم السهو والغفلة.
المعنى الإجمالي:
أنكرت قبل قريش جماعة نوح عليه السلام فنسبوا عبدنا الصالح نوحا إلى الكذب والافتراء، وقالوا به مس من الجن، ونهروه فسأل ربه بأني مقهور فانتقم من هؤلاء المكذبين، فاستجبنا له، وجعلنا السماء ترسل عليهم الماء الغزير من جميع أبوابها، وشققنا الأرض عيونا فاختلط ماء السماء بماء الأرض على حال قضاها الله تعالى في الأزل، وحملنا نوحا على سفينة ذات أخشاب عريضة ومسامير تسير بسرعة فائقة فوق الماء تحت أبصارنا فأغرقنا الكافرين انتصارا لعبدنا الصالح الذي كان نعمة الله عليهم فجحدوها، ولقد أبقينا هذه السفينة أو هذه الفعلة برهانا واضحا على قدرتنا وانتقامنا من أعدائنا فهل من متعظ موجود.
لقد نزل بهم عذابي ووقع عقابي موقعه، ولقد هيأنا القرآن وسهلناه للحفظ والتذكر فهل من متعظ موجود.
ما ترشد إليه الآيات:
١- لقريش سلف سيِّء في تكذيب الأنبياء ونسبتهم إلى الجنون.