للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهناك نواح أخرى في موضوعنا، ما تزال حقيقة بأن ينظر إليها، وبأن تلمس اللمسات المناسبة، ولكن ضيق الوقت حال دون ذلك، وعسى أن يتاح لنا الوقت المناسب في المستقبل.

وإنا لنرجو ونتوقع أن يكون هذه الدولة التي يرفرف علمها بكلمة التوحيد أثرها الخالد في خدمة التاريخ الذي انبثق من كلمة التوحيد، كما نرجو ونتوقع أن يكون لمؤسساتنا العلمية من جامعات وغيرها دورها التاريخي في هذا المجال... على أننا ننيط بجامعتنا الإسلامية العتيدة أكبر الرجاء ونحملها أضخم المسؤوليات في هذا الشأن وأنها لذلك لأهل إن شاء الله.

على قدر أهل العزم يأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

والله سبحانه هو المدعو أن يشد العزائم، ويعلي الهمم إلى مستوى المسؤوليات، ويعين على وضوح الرؤية، ويهدي القافلة إلى السير على طريق رشيد هادف، كما أنه هو المدعو أن يتقبل عمل العالمين المخلصين.

والحمد لله أولا وآخرا...


[١] انظر: السخاوي: الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ص ٢٥، ومحمد عبد الغني حسين علم التاريخ عند العرب ص ١٢.
[٢] نعتقد أن أحسن ما يجب أن يعتنى به ويلم بجانبه بعد الكتاب والسنة هو العلوم التي تقتضيها مصلحة الدعوة وأمتها في ضوء الظروف والأحوال المواجهة، ويبدو أنه كان من مصلحة الدعوة وأمتها منذ قرون أن يعطي المسلمون بعد فقه الكتاب والسنة وبعد العلوم الضرورية له عناية كافية لما نسميه اليوم بالعلوم كالرياضيات والكيمياء والفيزياء..الخ، أنها علوم أساسية في الحياة، وإن تفوق الأعداء علينا في هذه الحقبة من التاريخ يرجع إلى حد بعيد إلى عنايتهم بها، وتفوقهم فيها، والله أعلم.
[٣] ابن منظور لسان العرب ج ٣ مادة ((أرّخ)) .
[٤] سيد عبد العزيز سالم، التاريخ والمؤرخون العرب ص ١٨.