للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد أسلفت فيما تقدم أن اللغة لا تقتصر على التخاطب والتعبير، وإنما هي عملية تصور ومنهج تفكير.. وما دام القرآن هو قمة البيان العربي وحارسه على امتداد الزمن، فهو إذن مكون التصور، ومنظم الفكر، ومهذب التعبير.. ومن هنا كانت هيمنته على أدب العرب بعد الإسلام، بحيث ترك طابعه على إنتاجه كله إلى أحقاب مديدة.. وإذا اتفق أولو العلم على هذه الحقيقة لم يختلفوا على أن للجامعات العربية دورها الهام في ربط الجيل العربي بعروة هذا الكتاب المرهف للطاقات، الحافظ لذاتية الأمة، الجامع بين ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ولتحقيق هذا الواجب العظيم لابد من توافر قدر مشترك من الاهتمام به في كل كلية مهما يكن تخصصها، وذلك بإعطائه عددا من الحصص الأسبوعية لدراسة نصوص منه دراسة بيانية، تساعد الطالب على تذوق بلاغته بعد التبصير بمعانيها، وبذلك تسد الفجوة القائمة بين الدراسات العلمية والنظرية، حتى يتخرج كل طالب مزودا بقدر لا غنى عنه من الذوق البياني.

وعندما نتذكر أن خريجي الجامعات هم أصحاب المناصب الإدارية والقيادات الفكرية والإذاعية في كل بلد أدركنا أي خدمة تقدمها الجامعات لصالح العربية عن طريق هؤلاء الذين أكسبتهم من الخبرة والدراية ما يجعلهم قدوة حسنة تشيع حب العربية في مختلف الأوساط.

العالم الإسلامي يتلهف إلى العربية: