أجل.. إن مناهج من هذا المستوى ستفسح الطريق لإغناء الفكر العربي بالمعاني الربانية، التي من اختصاصها دائما وأبدا تكوين الصفوة البشرية المزودة بكل الفضائل التي تجعل منها أمة لا تعرف الفصل بين حدود الدين والدنيا، فهي تنظر إلى كل علم وفن وعمل بنور الله فتملك بذلك الفكر الموسوعي الذي يعرف حلول الإسلام لكل جوانب الأزمات العالمية، ولا يفوته الإحاطة بكل ما انتهت إليه التجارب البشرية من خطأ وصواب ...
وفي كنف هذا الضرب من التغيير الجذري سينطلق من جديد مارد الأدب العربي الأصيل أكثر قوة ومضاء، ليستأنف جهاده في توجيه الحياة إلى الأعلى، وليمد الفكر العالمي بما عهد عنده من عطاء لا تزال آثاره دالة على نفسها في كل خير عرفته حضارة الغرب والشرق على السواء..
إن واقع العرب اليوم ليجعل من هذه الأفكار صنفا من الأحلام العصية على التحقيق... ولكنها على الرغم من ذلك حقيقة لابد من الإيمان بها والكدح لإخراجها إلى حيز الوجود، إذا نحن صممنا على استعادة مكاننا من قيادة الفكر البشري، وتذكرنا أننا الأمة الوحيدة التي تملك برسالتها الآلهية مقاليد الإنقاذ لسفينة العالم الضالة ... وفي يقيني أننا في الطريق إلى هذه الحقيقة لابد لنا من التركيز على المبادئ التالية:
١) تعديل مناهجنا الدراسية بردها إلى منطلقات القرآن والصحيح من السيرة النبوية حتى يكونا هما المهيمنين على شعب المنهج جميعا، وقد بدأ ذلك يأخذ طريقه إلى مخططات التعليم في هذه المملكة المؤمنة ولله الحمد، وبقي إعداد المعلم المنسجم مع هذه المخططات، سواء كان وطنيا أو مستعارا..
٢) مضاعفة الاهتمام بالبيان العربي، وتلقيح العقول بخصائصه الجمالية التي لا يعجزها التعبير عن أية خلجة أو خطرة أو كشف ...