لم تقف قط في المعارك إلا
كنت يا يوسف كيوسف حسنا
يجتنى النصر من ظباك كأن الـ (م)
عضب قد صحفوه فصار غصنا
قصدت نحوك الأعادي فرد الله (م)
ما أملوه عنك وعنّا
وكما احتار القاضي الفاضل والجواني المصري، فكذلك يحتار ابن سناء الملك، ووصف الشاعر فضل السلطان على الإسلام وعلى المسلمين وإتيانه بالنصر الذي عجز عنه ملوك الشام من قبل، وما النصر إلا من عند الله الذي ينصر عباده المؤمنين.
كل هذه المعاني كما ترى جزء مما جاء في تهنئة القاضي الفاضل للسلطان صلاح الدين.
أما الصور الفنية فتتمثل في التشخيص، فالدين يمنّ على الخلق، والنصر يتأنى عن الشام وعن السلطان صلاح الدين لم يتأن، واجتناء النصر من ظباه، ثم استخدامه للمصطلحات اللغوية في قوله: "كأن العضب قد صحفوه فصار غصنا"وهذا بخلاف إتيانه بالجناس التام والناقص ليتخذ منه جرسا موسيقيا في شعره.
وابن الساعاتي يقول:
أعيا وقد عاينتم الآية العظمى
لأية حال ندخر النثر والنظما
وقد شاع فتح القدس في كل منطق
وشاع إلى أن أسمع الأسل الصما
فليت فتى الخطاب شاهد فتحها
فيشهد أن السيف من يوسف أصمى
وما كان إلا الداء أعيا داؤه
وغير الحسام العضب لا يحسن الحسما
وأصبح الثغر للدين جزلان باسما
وألسنة الأغماد توسعه لثما
سلوا الساحل المخشى عن سطواته
فما كان إلا سلاحا صادف اليما