فهي حيرة أيضا بنفس الطريقة السابقة، ونفس المعاني مشتقة من تهاني القاضي الفاضل، فهذا الفتح الذي ذاع صيته حتى أسمع الجماد، ويذكر الشاعر اسم البطل الإسلامي عمر بن الخطاب، ويتمنى أن يكون حاضرا ليشهد مقدرة القائد المظفر صلاح الدين، وهكذا يبتسم الدين من الفرحة الكبرى، وكما ترى يغلب على هذه القصيدة التشخيص كذلك، واللجوء إلى الجناس في مثل قوله ((الصما)) و ((أصمى)) كل واحدة قافية لبيت.
أما قصيدة ابن المجاور فما بين أيدينا منها كله في مدح السلطان صلاح الدين البطل المغوار والرجل المتدين، فمما قاله عن صفات السلطان الكريمة:
ملك إذا ملك الملوك جنابه
لاذوا بأكرم من يؤم وأشرف
وإذا أتوا أسرى إلى أبوابه
وقفوا بأعظم من يصول وأردف
مولى غدا للدين أكرم والد
حدب على أبنائه مترفرف
ثم يمدح الأتراك الذين ينتسب إليهم السلطان صلاح الدين، فيقول:
هم فتية الأتراك كل مجفجف
يغشى الكريهة فوق كل مجنجف
قوم يخوضون الحمام شجاعة
لا ينظرون إليه من طرف خفي
إن صبحوا الأعداء في أوطانهم
تركوا ديارهم كقاع صفصف
أنت اصطفيتهم لنصرة ديننا
لله در المصطفى والمصطفي
والشاعر هنا يأتي بالجناس التام بين كلمتي ((مجفجف)) أي فارسي، و ((مجنجف)) أي حصان أصيل، وبين كلمتي ((المصطفى)) أي النبي محمدا و ((المصطفي)) أي المختار، وتظهر الثقافة الدينية لديه في حله للقرآن الكريم، من مثل ((ينظرون من طرف خفي)) و ((قاع صفصف)) .
ثم نأتي إلى وصف الحرب التي انتهت بظفر المسلمين ببيت المقدس، ولنبدأ بما قاله الشعراء في هذا الصدد، فالجواني المصري يقول: