أما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد سبق أن ذكرنا أنه كان مع من انضم إليه من المهاجرين في بيت فاطمة رضي الله تعالى عنها ولم يكن فيما يبدو قد علم اجتماع السقيفة، كما أن الذين حضروا اجتماع السقيفة لم يكونوا قد علوا بمكانه، وقت اجتماعهم، لأن الاجتماع إنما تم كما ذكرنا نتيجة مبادرات قام بها المجتمعون، ولم تكن نتيجة دعوة عامة أو رسمية تحدد المكان والزمان، حتى يكون هناك مجال لأعداء الإسلام من المتزندقين والمستشرقين والمتأثرين بهم من المغفلين لينفذوا منه للطعن بأصحاب السقيفة فيتهمونهم بالتآمر، أو الطعن بعلي والزبير ومن كان معهم فيتهمونهم بالتخلف أو الحرص على المنصب، فلم يكن هذا ولا ذاك، فحاشاهم جميعا من ذلك ورضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.
البيعة العامة في المسجد، وبيعة علي والزبير لأبي بكر - رضي الله تعالى عنهم:
فلما كانت صبيحة اليوم الثاني الثلاثاء ١٣ / ٣ / ١١هاجتمع الناس عامة في المسجد، وقام عمر وتكلم قبل أبي بكر - رضي الله تعالى عنهما - فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: إني قد قلت بالأمس مقالة، ما كنت، وما وجدتها في كتاب الله، ولا كانت عهدا عهده إلي رسول الله، ولكن كنت أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدبر أمرنا، أي يكون أخرنا وفاة.
وأن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي هو هدى رسول الله، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هدى هذه الأمة له، وأن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني اثنين إذ هما في الغار، فقاموا فبايعوه [١٠] .