ثم قال عمر لأبي بكر: اصعد المنبر ن ولم يزل به حتى صعد المنبر، وتقدم الناس إليه فبايعوه، وحضر كل من علي والزبير بن العوام - رضي الله تعالى عنهما - فبايعا أبا بكر الصديق رضي الله عنه علنا أمام الملأ من الناس [١١] وتمت البيعة العامة لأبي بكر الصديق، وأصبح بذلك خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر رضي الله عنه.
خطبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
بعد أن تمت البيعة، ألقى أبو بكر الخطبة التالية التي رسم فيها سياسته ومنهجه في الحكم فقال: أيها الناس فإني قد وليت عليكم، ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني. والضعيف منكم قوي عندي حتى أزيح علته إن شاء الله، والقوي منكم ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق إن شاء الله.
لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل.
ولا يشيع قوم قط الفاحشة إلا عمهم الله بالبلاء.
أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله [١٢] .
رأي علي والزبير في الصديق وانتخابه:
أما ما روى من تأخر علي بن أبي طالب والزبير - رضي الله تعالى عنهما - من أن يكونا في مقدمة المبايعين لأبي بكر الصديق رضي الله عنه كما هو المتوقع منهما فسبب ذلك - فيما يبدو لنا والله تعالى أعلم - ظنهما أنهما أخرا عن المشورة قصدا، ورفضا عمدا أن يؤخذ رأيهما فيمن هو جدير بخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أمر طبيعي وفطري أن يغضب الإنسان إذا كان بمكانة علي والزبير إذا رفض عمدا أن يؤخذ رأيهما في القضايا الخطيرة والهامة التي لا يستغنى فيها عن مثل رأيهما حتى يؤديا واجبهما في مثل هذه القضايا الكبرى التي لها أثرها على حاضر الأمة ومستقبلها.