ثم يقول: "إن بولس في تقليده لاسطفانوس داعي المذهب الإيساني قد ألصق بالمسيح التقاليد البوذية، إنه واضع ذلك المزيج من الأحاديث والقصص المتعارضة التي يحتوي عليها الإنجيل اليوم والتي تعرض المسيح في صورة لا تتفق مع التاريخ أصلا ليس المسيح بل بولس، والذين جاءوا بعده من الأحبار والرهبان هم الذين وضعوا تلك العقيدة والنظام الديني الذي تلقاه العالم المسيحي كأساس للعقيدة المسيحية [٢٠] . الخ. ومن ثم فهو أو غيره يقول: إنه من الأولى أن تسمى المسيحية اليوم بالديانة البوليسية (نسبة إلى بولس) وليس المسيحية!
لقد حاول اليهود أن يعيدوا نفس التجربة مع الإسلام والمسلمين، فأوعزوا لهذا الماكر الخبيث الذي خرج من اليمن والذي عرف في كتب التاريخ باسم عبد الله بن سبأ اليهودي وبابن السوداء. فتظاهر بالإسلام وجعل يتنقل بين أمصار المسلمين، يبحث عن فلول المرتدين الذين قهرتهم قوة الإسلام ولم يتمكن الإيمان في قلوبهم ممن قال الله تعالى فيهم:{قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} وكذلك جعل يصطاد السفهاء والحمقى، والجهلة والبسطاء والسذج ذوي التفكير السطحي المحدود ممن يسهل خداعهم، وأيضا جعل يتصل بمن عرفوا بالانحراف في السلوك فأوقفهم عثمان بن عفان رضي الله عنه عند حدهم وباتوا ينتظرون الفرصة كي ينتقموا لأنفسهم، فجاءتهم بفتنة عبد الله بن سبأ اليهودي.
مخطط ابن سبأ اليهودي لبذر بذور الفتنة بين المسلمين:
إن الذي يبدو لنا مما يرويه المؤرخون المسلمون عن تحركات ابن سبأ اليهودي واتصالاته ودعوته أنه كان يهدف لأمرين اثنين كهدفين أوليين مرحلتين وهما
١-إثارة الناس على الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه