أما القرآن فقد تنزل منجما في نحو ثلاث وعشرين سنة هي فترة البعثة المحمدية، فكانت هذه الآيات يتلقفها الحفاظ من الصحابة، وكتبة الوحي وقد جمعت هذه الآيات مرتين مرة في عهد أبي بكر بإشارة عمر رضي الله عنهما حينما استمر القتل في القراء إبان حروب الردة في اليمامة والمرة الثانية في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي جمع الناس على مصحف واحد. . ولقد كان لآيات هذا القرآن على أسماع العرب من المشركين فضلا عن المؤمنين أثر كبير، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان لما سمعه من تلاوة آيات من القرآن في بيت أخته فاطمة من سورة طه بقراءة عبد الله ابن أم مكتوم ما رقق قلبه، ودفع به إلى الإيمان إعجابا بما سمع، ومن ذلك أيضا موقف الوليد بن المغيرة حينما أسمعه الرسول آيات من سورة فصلت رجع إلى قومه يقول: لقد سمعت من محمد كلاما ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى عليه.