والأخوة في الإسلام أسلوب تربوي وسلوك عملي، يسمو بالمسلمين، ويصل بهم إلى ذروة مراقي الفلاح والنصر..
وآثار الأخوة تبدو واضحة في التعاون الذي قام بين المسلمين. فجعل منهم أمة واحدة. تخوض المعارك بإيمانها بالله. وبنصر الله. لم تكن هذه الأمة القائمة على الأخوة. تعرف اليمين ولا اليسار. ولا التقدمية، ولا الثورية، ولا الحزبية، ولا جبهة السلام. ولا جبهة الرفض، ولا غير ذلك من حركات أريد بها شغل العالم الإسلامي، وتمزيق أخوته ووحدته، وسوف يبقى المسلمون في أشد الحاجة إلى الأخوة الإسلامية، لأنها السياج الذي يقي المجتمع من التعثر والتبعثر.
والأمة الإسلامية تحتاج إلى الجامعة الإسلامية المتكاملة في الإخاء الإسلامي الذي لا يعرف ولا يعترف بالحزبية، ولا العصبية، ولا القومية، ولا الإقليمية. ولا المذاهب الفكرية.
وقد أتم الله للمسلمين، وحدة الأصل، ووحدة العقيدة، ووحدة المصدر، ووحدة الشعور، ووحدة الصف، ووحدة العادات.
وكانت آثار ذلك واضحة. سواء في معارك بدر. والقادسية، واليرموك، وحطين، وعين جالوت، والعاشر من رمضان. وغير ذلك من معارك المسلمين التي خاضوها في سبيل الله.
وسواء في الحب في الله والتعاون المثمر، والتكامل والمساواة والعدل والشورى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومن منطلق الأخوة الإسلامية كانت أمتنا ولا زالت تملك رصيدا ضخما، يمكن استثماره، لتحقيق الإخاء الإسلامي العظيم والذي يجعلنا نحس بإخواننا المسلمين في الفلبين. وأريتريا، وبلغاريا، وفلسطين، وتايلند، وبخارى، والتركستان. وغيرها من المناطق التي يئن فيها المسلمون توجعا وألما.
والذي يجعلنا أيضا نعتز بالانتماء الإسلامي. ونرفض كل ما عدا الإسلام من الماركسية والتقدمية. وغيرهما من الأسماء التي أبدعها القاموس الشيوعي الإلحادي.