للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على أن تقديرنا لمجهود الدكتور حفظه الله، في هذا الكتيب وغيره من المواقف الرائعة في خدمة الإسلام، والدفاع عن دعاته وفضح مؤامرات أعداءه، والدعوة إلى تنفيذ أحكامه، لا ينبغي أن يصرفنا عن بعض الهفوات التي يتعثر بها فضيلته بين الحين والآخر فتشوه النقى من أعماله بنقاط ما كان لها من سبيل إلى قلمه لو نهنه من غربه قليلا فوقف به عند الحدود التي لا يبيح الشرع ولا العقل السليم تجاوزها.. ولو هو قد فعل ذلك لما وقف القارئون من المسلمين اليوم على ذلك التناقض المؤسف بين الشيخ الذي يرفض المنهج العلمي في دراسة حياة (الأولياء) - من حماة السويس والإسكندرية والزقازيق وقنا – ويأبى إلا الاعتماد على الأحلام والرؤى وما إليهما، مما يرسخ تقاليد العامة في الشطط عن طريقة السلف، وبين وزير الأوقاف الذي يضطر إلى الرد عليه في نشرة رسمية تحت عنوان (تقاليد يجب أن تزول) ! .

ولكن. .ما الحيلة. . وقد شاء الله أن ينفرد بالكمال، ويحصن أنبياءه وحدهم بالعصمة، فلا أحد إلا يؤخذ منه ويرد عليه غيرهم.

لقد أبى الدكتور أصلحنا الله وإياه أن يقصر جهوده على أعداء الإسلام في ذلك الكتيب، فخص دعاة الالتزام لكتاب الله وسنة رسوله ببعض الغمزات التي أقحمها في مقدمته دون حاجة أو مسوغ.

يقول الدكتور: "هل آن لنا أن نكف عن الحديث عن زيارة القبور وعن قراءة سورة الكهف، وعن الكتابة في الجبر والاختيار وعن حمل المسبحة وعن شد الرحال: وهل يتضمن زيارة الأولياء أو لا؟ . ." [١]

إنها لعبارة تحمل من الحرارة والعنف ما يصور ضيق صدر الشيخ بهؤلاء الذين يرون الإسلام الصحيح وقوفا عند حدود ما أمر الله وبين رسوله صلى الله عليه وسلم.

ولا جرم أن من حق كل مسلم يؤمن بهذه الحقيقة أن يعتبر كلام الشيخ موجها إليه، فمن حقه إذن أن يدلي برأيه فيه.