يقبل رئاسة محكمة الحقوق المدنية ببيروت، ومات عليها, وهي محكمة لا دينية ولا مذهبية, وكيف ينسب نفسه إلى الشافعي وهو بريء منه، ولقد سبق أن نقلت عن غاية الأماني في الرد على النبهاني ما قال فيه جهابذة العصر، وكيف جاز لمحب آل البيت النبوي أن يخالف النظام السماوي العادل المبارك الذي أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند مولاه جل وعلا، فكما ارتكب النبهاني في قبوله تلك المناصب الكفرية جريمة كبيرة, ارتكب في تفسير هذه الآيات القرآنية وتحريفها على غير مراد الله جل وعلا، وعلى غير مراد رسوله صلى الله عليه وسلم، إنها محنة عظيمة للإسلام أن يبتلى بأشخاص لاحظَّ لهم من العلم النبوي الصحيح؛ من علم الكتاب والسنة وإجماع الأمة من السلف الصالح, فيفتوا الناس بالضلال، والكفر، فضلوا أضلوا.
نعم لازلت في تفسير هذه الآية الكريمة من سورة الأحقاف بأن الأصنام لم تتخذ غاية في الدعاء والعبادة، والاستغاثة، وإنما كان مقصود كفار قريش كما أخرج البخاري وغيره رحمهم الله تعالى في دعائهم واستغاثتهم بهؤلاء الرجال الصالحين, ولهذا يقول جل وعلا في سورة الزمر:{أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}[١٧] .