هو كما تقولين يا لحيتي العزيزة، ولكنها في أغلب الظن لحى (موضة) وهواية، لا لحى دين وعقيدة، وما أكثر ما تتشابه المظاهر والشارات، وتختلف من ورائها نيات ومقاصد وغايات، ثم لا تنسَي يا عزيزتي أنّ هذه اللحى لحى أوروبية، أو ذات أنساب وأرحام في أوروبا، ومن كان ذا حاله فله في هذا العالم منزلة عظمى وشان أيما شان.
أولا تذكرين أولئك الجنود المرتزقة الأوربيين الذين لا تتجاوز عدتهم أصابع اليد الواحدة، أرأيتِ كيف تقوم لهم الدنيا وتقعد حين حكم عليهم بالإعدام في إفريقيا لما ارتكبوه من جرائم تشيب لهولها الولدان.
ولكن شعبا ليس بأوروبي وليس بذي نسب في أوربا يقتلع من أرضه اقتلاعا ويبعثر في أرجاء الأرض، فلا تقوم له تلك الدنيا ولا تقعد ولا يكاد يرثيه منها أحد.
ومن المحتمل يا عزيزتي أن يكون صاحب ذاك الفندق ملحداً أو ذا ميل إلى الإلحاد، أو حفيد أم ذات عداوات قديمة وأحقاد.
ومهما يكن من أمر ذاك الرجل فإنّ لك في هذا العالم أعداء كثيرين، يحاربون بأسلحة شتّى لا يفترون، ويجرِّبون وسائل كثرا لا ييأسون، وأنتِ على رغمهم أجمعين ثابتة صامدة لا تقهرين.
يجتثونك صباحا فتظهرين لهم مساء، ويجتثونك مساء فإذا أنت ملء عيونهم حين يصبحون، فهم منك في شغل شاغل وهم مقيم غير راحل.
ألا تهدئين وتنعمين وتنامين! انظري، ما أجمل السماء! وما ألطف هذا الهواء! وما أروع النجوم! وما أطيب النوم دون هموم!.
وبعد فالحق يا لحيتي العزيزة أنّ لك حسنات كثيرة أدّخرها عند الله ليوم القيامة، ولأصبرنّ على ما ألاقي فيك من أذاة وإعنات من أناسيّ هذه الأيام.
عبد الرؤوف اللبدى
وا إسلاماه! إنتاج الخمور في المغرب
ارتفع منذ سنة ٦٥ إلى ٧٥ من ٦٠٠٠٠٠ هكتوليتر إلى ١٢٧٣٤٦٣ هكتوليتر في السنة, وأنّ ثلثيها يستهلك داخليا, وأنّ العائدات من الخمور قد بلغت أكثر من مأتي مليون درهم.