فالتعليم هو وظيفة الأنبياء السامية، والمعلّم هو وريثهم في هذه الرِّسالة. ومحمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم يقول "إنما بعثت معلماً".
حقّا, ً إنّ موضوع العلاقة بين الأستاذ وتلميذه في الوقت الحاضر هو من موضوعات الساعة التي يجب أن تأخذ طريقها إلى الاهتمام والعناية والرعاية والمعالجة السريعة, ولا شك أنّ هذا العلاج يشترك في تقديمه ولاة الأمور من المسؤولين والمربّين والآباء والمدرّسين والمثقفين من العلماء والأدباء، وكذلك نخبة من الطلاب, وحتى نستطيع أن نعود بهذه العلاقة الوثيقة والرابطة المتينة التي كانت تربط الأستاذ بتلاميذه إلى ما كانت عليه من قوة ومحبة ومودة وألفة، وكان لها الفضل الأكبر في تخريج جيل عربي إسلامي من أئمة الفكر والأدب والعلوم ومن كبار العلماء والفقهاء والمحدثين الذين وضعوا الأساس المتين لحضارتنا الإسلامية العربية المجيدة في عصورها الزاهرة.
أهداف التربية والتعليم عند المسلمين الأوائل:
اختلف المؤلفون المسلمون وغير المسلمين في بيان الأهداف التي قصد إليها الإسلام من وراء حضِّه على العلم:
١- فمنهم من قال: إنّ أهدافه من وراء ذلك هي إحياء شعائر الإسلام والقيام بفروضه وعباداته, أي أنها أغراض دينية بحتة.
ويؤكدون على ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" ويقصد به التعليم الديني من قرآن وسنة وما إليها.
٢- ومنهم من قال: إنّ أهداف الإسلام من التعليم هي أهداف دينية ودنيوية معا, بمعنى أنّ الدين الإسلامي لا يمنع أهله من الإفادة مما في الكون من توجيه العقل إلى اكتساب المال بالطرق المشروعة من تجارة وصناعة وزراعة وما إلى ذلك.
٣- ومنهم من قال: إن وراء الهدفين الديني والدنيوي هدفاً ثالثاً هو العلم لذاته بما يدفع صاحبه إلى التعليم والبحث لا لشيء سوى البحث عن الحقيقة والتنقيب عن دفائن المعرفة.