تتعلم كثيرا، وتتذكر ما تعلمته جيدا، إن كانت ساعات دراستك مختلفة متباعدة، وذلك يفوق ما تتعلمه وتتذكره إن كانت ساعات دراستك متواصلة متوالية.
فلا بد من الراحة بعد كل خمسين دقيقة، على ألا تقل هذه الراحة عن عشر دقائق، ولا تزيد عن خمس عشرة دقيقة، لا بد من هذه الراحة وإن كنت قادرا على الاستمرار في الدراسة، وكنت ذا نشاط وقوة.
وإني لأنصح لك أن تخص كل محاضرة من محاضراتك اليومية في الجامعة بساعة دراسة في البيت، على أن تزيد هذه الساعة وتنقص حسب صعوبة المادة وسهولتها بالنسبة لك، ومن سوء التدبير أن تهمل بعض المواد إهمالا تاما، وأن تقصر الساعات كلها على بعض المواد.
وإن أفضل وقت لدراسة أي موضوع الوقت الذي يكون قريبا من تدريس المدرس لذلك الموضوع، ولهذا ينبغي أن يكون جدول دراستك الخاصة مسايرا جدول التدريس في الجامعة.
ومن المجرّب أن قراءتك الموضوع قبل تدريسه أفضل خطة يمكن أن تسير عليها، وكلما ازداد ما تعرفه عن المحاضرة قبل إلقائها ازدادت الفائدة منها، وازدادت قدرتك على أن تميز فيما يلقيه المحاضر بين ما هو خير وله قيمة وبين ما هو حشو تافه لا خير فيه.
وتعطيك قراءة الموضوع قبل تدريسه قدرة على أن تختار بسهولة وعن علم الملاحظات الجديرة بالتسجيل في دفترك الخاص بالملاحظات، وتعطيك فرصة لأن تسأل المدرس وتباحثه في أمور عرضت حين قراءتك الموضوع.
أما إذا أجَّلت قراءة الموضوع إلى ما بعد تدريسه فسوف تحتاج إلى بذل جهد كبير كي تفهم ما يقوله المدرس، ومن المتوقع أن تشغل نفسك بتسجيل ملاحظات يكون بعضها تافها لا قيمة له، وبعضها جاء في الكتاب المقرر وأنت لا تدري.
ومن سيئات تأجيل قراءة الموضوع إلى ما بعد تدريسه أنك لن تجد فرصة للتعمق فيما يقوله المحاضر، ولا لنقده، ولا لترجيح رأي على رأي.