وربما كان في الكتاب المقرر بعض عبارات غامضة، وألفاظ اصطلاحية تحتاج إلى إيضاح، فلا تدري بها إلا بعد فوات الوقت المناسب.
تلميذي العزيز:
قد يكون بين زملائك في الجامعة من يبدد وقته ضياعا وهو لا يدري، يجلس إلى كتبه ليدرس، فيمسك بكتاب إحدى المواد، حتى إذا مضى في قراءته عشر دقائق أو قريبا منها ملّ وسئم، فيلقى به جانبا، ثم يمسك بكتاب مادة أخرى، فلا يلبث بين يديه أكثر من عشر دقائق ثم يعافه وينبذه، ثم ينتقل إلى مادة ثالثة فلا يكون حظها من العناية والصبر أوفر من أختيها، وهكذا دواليك.
فإذا كان بين زملائك مثل هذا ممن لا يستطيعون حصر الذهن في موضوع واحد مدة تقارب الساعة، فأفضل علاج له أن يقسم أوقات دراسته على مواده المقررة بالدقائق، فيخصّ كل مادة في بداية الأمر بعشرين دقيقة، تعقبها راحة لا تزيد على عشر، ثم بعشرين دقيقة مادة أخرى تعقبها راحة كتلك، وهكذا..
حتى إذا درب على ذلك وأصبح له عادة، زاد الوقت المحدّد لكل مادة زيادة صغيرة، لا تقل عن خمس ولا تزيد على عشر، وتستمر الزيادة مع مرور الزمن، ومع ازدياد القدرة على الدراسة وازدياد الرغبة في العلم، إلى أن تصل إلى خمسين دقيقة وهو الحد الأقصى، على أن تظل الراحة التي تعقب دراسة كل مادة عشرا أو تزيد قليلا.
لا أدري أمنفردا تدرس، أم تشرك بعض إخوانك وزملائك في دراستك ومهما يكن من أمر، فبعض المربين يرى الدراسة الجماعية المشتركة إنما تفيد الطالب الضعيف والمتوسط، ولا تفيد الطالب القوي.
وفريق أخر من المربين يرى أنها تفيدهم جميعا، أما الضعيف والمتوسط فالأمر فيهما ظاهر، وأما القوي فله منها فوائد ثلاث: