والحديث عن القراءة عامة حديث يطول، ولا تتسع له هذه الرسالة، وربما حدثتك عنه في رسالة قادمة، أما اليوم فيكفيني ويكفيك أن أحدثك عن قراءة الكتب المقررة.
الطريقة المثلى في قراءة الكتب المقررة في الكليات أن تقرأ الموضوع الذي تدرسه ثلاث مرات، ولكل قراءة هدف يختلف عن هدف القراءة الأخرى وعليك أن تعرف الهدف أولا ثم تمضي في القراءة من أجله.
فهدف القراءة الأولى أن تعرف الفكرة الأساسية للموضوع الذي تقرؤه وتسمى هذه القراءة قراءة التصفح ولذلك ينبغي أن تكون سريعة.
ثم تعود فتقرأ الموضوع قراءة ثانية ويكون الهدف معرفة المسائل الرئيسية والتفصيلات المهمة، وفي هذه القراءة تكون بطيئا متأنيا متعمقا دقيق النظر.
ثم تعود فتقرأ الموضوع قراءة ثالثة، ويكون الهدف من هذه القراءة أن تجيب عن أسئلة تضعها أنت.
والأسئلة لها حظ عظيم مهم في عملية التعليم والتعلم، الأسئلة تعطي هدفا للتعلم، تجعلنا نفكر ونحن نقرأ وندرس، تجعلنا نفكر فيما نريد أن نتعلمه من هذه الدراسة، وإذا حاولت وأنت تقرأ أن تجيب عن سؤال فإن ذلك يجعل ما تدرسه ذا معنى محدّد.
ومن الثابت بالتجارب أن الطلاب يتذكرون ما يتعلمونه جوابا عن سؤال أفضل من تذكرهم ما يتعلمونه بالقراءة المجردة، وأن الطلاب الذين يقرءون ويدرسون ولا يجعلون قراءتهم مبنية على أساس أن تكون أجوبة لأسئلة ينسون بسرعة، وتختلط في أذهانهم الفكر الرئيسية بالفكر الثانوية ويفقدون الدقة في الإجابة.
ولكن من الذي يضع الأسئلة؟ أنت نفسك أفضل من يضعها، قد يكون هذا في بداية الأمر شيئا صعبا، ولكنك بالممارسة والتكرار سوف تصبح ذا قدرة على وضع أسئلة لما تقرؤه دون عناء.
إن وضع الأسئلة يساعدك على الدراسة والفهم والتعمق، وبهذه الأسئلة تكسب معلومات محددة واضحة لا لبس فيها ولا غموض، لأنك لا تستطيع أن تضع سؤالا إلا بعد أن تصير المعلومات واضحة في ذهنك.