ضع أسئلة لكل شيء تقرؤه وتدرسه منذ بدء الدراسة، ولا شك أن وضع الأسئلة لكل ما تقرأ عمل مرهق جدا ويأخذ منك وقتا طويلا، ولكنه يرتفع بمستواك إلى درجة الطلاب الممتازين.
وهناك هدف رابع للقراءة والدراسة هو تقويم ما تقرأ، فيجب أن تكون قارئا ناقدا، ناقدا ما تدرس ولا سيما الموضوعات التي تعرض فيها قضايا قد تباينت فيها الآراء، واشتد فيها الخلاف والجدل، وجاء صاحب كل رأي بدليله وحجته.
فعليك أن تنظر إلى الأدلة والحجج في هذه القضايا نظرة عادلة منصفة وأن تتبع الحق دون أن تتمسك بآرائك السابقة، ودون أن تتعصب تعصبا جاهليا لما تعودته وألفته.
وهناك هدف خامس للقراءة والدراسة هو التطبيق، وأعني بالتطبيق أن تخضع حياتك لما تقرؤه وتدرسه وتراه صوابا، فإذا استطعت أن تطابق بينهما كان حقا أن نقول إنك قد استفدت من قراءتك ودراستك وقطفت الجني وعدت بالغنم.
أما إذا كنت تعلم الصواب ولا تعمل به، وتعرف الحق ولا تتبعه، فقد فقدت دراستك روحها ومعناها، وأصبحت شجرا بلا ثمر وزرعا بلا حصاد.
والقراءة التي هي أعظم دعائم الدراسة بفقد كثيرا من قيمتها وجدواها إذا لم يصحبها استظهار.
ولكن ماذا تعني الكلمة كلمة الاستظهار؟:
الاستظهار أن تعيد على نفسك بدقة ما تتذكره من المعلومات التي درستها، ولا تعني أن تحفظ معلوماتك حرفا حرفا وكلمة كلمة حفظا "فوتوغرافيا"لا تعقل فيه ولا فهم.
والطريقة المجدية في الاستظهار أن يكون مجزَّأً على فترات، فحين تنتهي من دراسة موضوع أو دراسة معلومات بينها صلات وثيقة، فاستظهر ما درست ومن الأفضل ألا تستظهر قدرا كبيرا دفعة واحدة، جزئه أجزاء صغيرة واستظهرها جزءا جزءا، فذلك أيسر وأسهل، وحذار أن تؤجل الاستظهار إلى آخر عامك الدراسي متعللا أن ما يستظهر سوف ينسى، وضيع الجهد فيه سدى.