للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أليس خيرا وأسلم للمسلم أن يقف مع الأولين الأفضلين من سلف هذه الأمة يإزاء هذه الأمور فلا يلقى بنفسه في المتاهات التي سلكها المتأخرون من المتفلسفة والمتكلمين!!.

ألسنا قد أثبتنا لربنا ذاتا لا كالذوات فما المانع من إثبات صفات لا كصفات المحدثات؟!.

يقول سفيان بن عيينة رحمه الله: "كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره قراءته والسكوتُ عنه. ليس لأحد أن يفسره إلا الله ورسوله [٣] .

وهذا ما ندين الله به فنثبت له سبحانه ما أثبت لنفسه، ونقول ما قاله أهل الحق، من أن المراد باليدين إثبات صفتين ذاتيتين تسميان يدين [٤] .

ومثل ذلك نقوله في القدم والساق والأصابع والكف والعين والسمع والبصر، ولا نتجاوزه إلى ما ليس لنا به من علم، ورحم الله مالكا الذي أدرك خطر هذا المنزلق فجاء بالفصل الحاسم في قوله لسائله: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول.."ومثل ذلك روي عن أم سلمة رضي الله عنها وفيه: "والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة".

وأخيرا إن القيمة التي توزن بها كلمات الأخ الطنطاوي هي التي حفزت إلى كتابة هذا التعقيب. وهو قد أعلن رأيه لعشرات الآلاف من مستمعيه، فلا أقل من أن يقرأ هذه الكلمات بعض هؤلاء المستمعين، ليستيقنوا أن هناك أفهاما أخرى تنظر إلى الموضوع من غير الزاوية التي أطل منها.

ولا حاجة للاعتذار إلى فضيلته، فأنا وإياه على سواء في إيثار الحق على أي اعتبار آخر إن شاء الله.

والحمد الله ملهم الصواب.


[١] مجموع الفتاوى ج٥ ص٥٠_٥١ ط ١_الرياض_
[٢] انظر (لوامع الأنوار..) للسفاريني ج١ ص٩٩ و٢٣١.
[٣] انظر (لوامع الأنوار..) للسفاريني ج١ ص٩٩ و٢٣١.
[٤] المصدر نفسه.