الصلاة: فالصلاة تجمع المسلمين في الحي كل يوم خمس مرات، وفي كل أسبوع مرة على صعيد القرية أو المدينة في صلاة الجمعة، ثم في كل عام مرتين في صلاة العيدين على صعيد المدينة.
ولا يجوز لمسلم يسمع النداء، وهو غير معذور، ثم يصلي في بيته، وهذه الصلاة تكون في جماعة ليجتمع المسلمون فتزيد قوتهم، وتقوى روابط المحبة والمودة بينهم.
الصيام: وهو فريضة جماعية من حيث زمانه، فلا يجوز لمسلم أن يصوم شهر شعبان بدلا من شهر رمضان، وفترة الصيام محدودة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وذلك هو عين المعنى الجماعي الذي ينشد الإسلام.
الزكاة: تجمعها الدولة من كافة الموسرين المسلمين الأغنياء يحسون بحاجة إخوانهم الفقراء، فيبذلون من أموالهم، فتتوطد علاقات المحبة، والمودة بين أفراد الشعب، فيعيشون كالجسد الواحد.
ثم الحج: وهو فريضة يظهر فيها الجانب الجماعي واضحا، فالمسلمون يلتقون في يوم واحد، وليس لمسلم إن يتقدمه أو يتأخر عنه، ثم هم يلبسون زيا واحدا، ويؤدون أعمالا جماعية، واجتماع المسلمين في يوم واحد، ومكان واحد، وقيامهم بأعمال واحدة كل ذلك ينمي فيهم الروح الجماعية التي جاء من أجلها الإسلام.
ومن هذا العرض السريع نتبين أن العبادات التي فرضها الله _ تعالى _ على المسلمين، كلها وسائل تجميع للأمة تربي فيهم حب الجماعة، وتنمي فيهم الروح الجماعية.
فالإسلام إذن هو دين التوحيد الخالص، دعا إليه في العقيدة، ورسمه في الوسائل وفرضه على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وتلك هي اللمحة الثانية من ملامح المجتمع الإسلامي فالمجتمع الإسلامي هو المجتمع الذي يعيش بعقيدة التوحيد، ويتوصل إلى غايته بوسائل واحدة.