ولقد شرع الإسلام الوسائل التي تتضمن توجيه الناس إلى الغاية التي خلقوا لها حيث شرع العبادات، وكلَّف بها الجميع على السواء، وهي علاوة على كونها عبادة لله _ عز وجل _ فإنها وسائل تجمع الأمة، وتخط لها طريقا سويا، تسير فيه على هدى وبصيرة حتى تصل إلى غايتها.
والوسائل في الإسلام يجب أن تكون شريفة كشرف الغاية التي تريد الوصول إليها، والإسلام يرفض القاعدة التي اختطها بعض الناس، ورسموا على أساسها منهج حياتهم، وهي (الغاية تبرر الوسيلة) يرفض الإسلام تلك القاعدة، لأن الغاية التي يعمل لها نظيفة وشريفة ولا يمكن الوصول إليها إلا بالوسائل النظيفة الشريفة.
فمهما كانت عظمة الغاية، ومهما كانت حاجة الإنسان إليها، فإن ذلك لا يبرر مطلقا الوصول إليها بوسائل غير مشروعة، لأن الوسائل غير المشروعة، لا توصل إلا إلى غايات غير مشروعة.
فإذا كنت تريد جمع المال الحلال، فإنه لا يمكنك الوصول إليه بطريق الربا، أو الاحتكار أو الرشوة أو القمار.
وإذا كانت غايتك أن تعف نفسك، فلا يمكنك ذلك عن طريق الزنا أو اللواط. وإذا أردت أن تكون شجاعا، فلا يتأتى ذلك بالاعتداء على الناس، وظلم الضعفاء. وفرق واضح بين أولئك الذين يتحرون الحلال في المكسب والمطعم والمشرب، وبين أولئك الذين يريدون جمع المال، ولا يهمهم كيفية الحصول عليه، وبين أولئك الذين يريدون إعفاف أنفسهم، وبين الذين لا هم لهم إلا إشباع رغباتهم، وبين الشجاع الأبي وبين المعتدي الأثيم.
الفرق واضح بلا شك، لأن الغاية الشريفة تأبى أن تٌنال بوسائل خسيسة لهذا فإننا نرفض تلك القاعدة، ونرفض أن تكون منهاج حياتنا، ولهذا أيضا كانت وسائل سامية، تدعو إلى مثل وفضائل عالية، وهي تجتمع كلها في العبادات.
كيف تحقق الوسائل أهدافها؟
سنرى فيما يأتي كيف تحقق هذه الوسائل أهدافها ولنبدأ بالصلاة: