ثم يقول في ص ١٢٠:"إن الطالب ينزلق إلى الشراب وإلى الصلة الآثمة في مجال الجنس، وإلى التخلي عن كل الفروض الدينية، والأخطر من ذلك سفر الفتيات إلى فرنسا"، إلى أن يقول:"ولا ريب أن الفتاة ستقاوم لأول مرة؛ رعاية بدينها وخلقها وشرفها، ولكن الجو الذي تعيش فيه سيدفعها حتما إلى الصلة الجنسية"، ثم يقول:"إنني هنا لا أتحدث بالمنطق وإنما أتحدث عن واقع محسوس، وما دام الأمر كذلك فإن كل نقاش فيه سيتهافت أمام الواقع".
وكلام الشيخ ليس في حاجة إلى شرح وتفسير، كما أنه ليس في حاجة إلى تعليق؛ فكيف يطلب علما في مثل هذه البيئة الفاجرة، وبخاصة إذا كان العلم الذي يطلبه دينيا؟!
وقد تحدّث الشيخ عن دراسته في هذه البيئة الفاجرة الملحدة؛ فقال إنه بعد حصوله على الليسانس فكر في رسالة الدكتوراه، وأراد اختيار موضوع يتصل بفن الجمال، غير أن الموضوع رفض، ففكر في موضوع يتصل بمناهج البحث، ولكنه رفض أيضا، وأخيرا اتصل بالأستاذ مسينون واتفق على أن يكتب عن التصوف الإسلامي من خلال دراسة الحارث ابن أسد المحاسبي.
يقول الشيخ في ص ١٧١ من كتابه المذكور:"ونعمت في اللحظات الأولى من وصولي بهذا الذوق الراقي في كل شيء، وهذه النظافة التي تجدها أينما تسير"، إلى أن يقول:"وبهرتني الحضارة الأوربية في مظهرها هذا الخارجي الذي يتمثل في النشاط والنظافة والذوق"، ثم يقول في ص ١٧٢: "ودخلت الجامعة وبدأت الدراسة في علم الاجتماع ومادة الأخلاق وتاريخ الأديان، وكانت هذه المواد يتزعم دراستها وتدريسها الأساتذة اليهود الذين تتلمذوا على الأساتذة اليهود!.. وكانت هذه المواد كلها تسير في تيار محدد، هو أنها علوم مجتمع، أي أنها لا تتقيد بوحي السماء، ولا تتقيد بالدين على أنه وضع إلهي؛ فهي تدرس في موضوعاتها على أنها مظاهر اجتماعية ومظاهر إنسانية.