للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذن هو إخراجهم لأول الحشر، فخرج قسم منهم إلى اذرعات من أرض الشام حتى تبدأ المرة الثانية من علوهم وفسادهم. ويقول الله {وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً} يعني في عهد النبي والوحي ينزل وأتمه أصحابه من بعده. وتبدأ الآيات بعد ذلك تتحدث عن المرة الثانية من العلو والفساد، فتخبر الآيات أن الله سيجعل لليهود الكرة عليهم على من؟ على الذين جاسوا خلال الديار أول مرة، والكرة الدولة والسلطة. وحين أراد الله لليهود أن يكروا استعمال كلمة (ثم) وثم كما هو معروف معناها العطف مع التراخي أو المهلة فهل كر اليهود في التاريخ على البابليين وكانت لهم دولة وسلطة عليهم؟ لم يحدث ذلك في التاريخ، ولن يحدث الآن ولا في المستقبل حيث أن البابليين قد انصرفوا من الدنيا كافة وليس لهم مكان يعرفون فيه أو دولة يعيشون فيها وحاشا لله أن لا يصدق القرآن أو يكون خبره غير محقق. إذن لابد أن تكون الكرة على أبناء الذين جاسوا خلال الديار وهم المسلمون أو العرب المسلمون فقد كر اليهود على ديار الشام وفلسطين منها وهذا هو الذي قد حدث ونعيشه الآن، ويعاني منه المسلمون كل المسلمين، وانظروا معي إلى بقية الآيات تمضي فتصف الواقع الذي نعيشه وتعيشه دولة اليهود إذ بعد أن جعل الله الكرة لليهود علينا يقول الله لليهود {وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً}

وهنا نسأل مرة أخرى هل مد الله اليهود في التاريخ بأموال وبنين غير هذه المرة. لم نعرف أن ذلك قد حدث، واليهود منذ أن غضب الله عليهم وهم في بلاء متصل وعذاب مستمر فقبل الإسلام كان عذاب البابليين لهم والرومان، وبعد الإسلام أخرجهم المسلمون من الجزيرة ثم بدأت أوربا تعذبهم في أسبانيا حتى جاء المسلمون فأنقذوهم من الأسبان واستمر العذاب.