وعلى هذا فالأرض المباركة بركتها بالإضافة إلى الأشياء المادية التي ذكرها المفسرون من الثمار والأشجار والأنهار والأرض المعطاء والسهل الخصيب والجبال العالية والأرض المنخفضة التي تجعلك تنتقل في ساعة من زمن أو أقل من مستوى سطح البحر إلى العلو الشاهق إلى الغور المنخفض فهناك البركة المعنوية والبركة المادية تتصاغر أمام البركة المعنوية والتي باركها الله فجعلها القبلة الأولى يصلي إليها المسلمين وأسرى بنبيه إليها وعرج به من مسجدها الأقصى تشد إليه الرحال وهي عش الأنبياء وهذا مما جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأتي بنفسه لتسلم القدس ولذلك فحينما يتحدث اليهود وأعوانهم عن الوطن البديل للفلسطينيين يظنون أن أي أرض يمكن أن تستبدل بها الأرض المباركة ويظنون أن الأمر أمر إسكان ٍلاجئين أو استقرار مشردين وما علموا أو هم يتجاهلون أن هذه الأرض لا تدانيها أرض أخرى ولا يمكن أن يقوم مقامها وطن بديل في أي بقعة من بقع الكرة الأرضية إذ أن هذه الأرض مرتبطة بعقيدة المسلمين سجلت في كتاب الله بوصفها القبلة الأولى وبوصفها مسرى النبي وبوصفها معراج الرسول وبوصفها الأرض المباركة ولذلك فهي لا تخص الفلسطينيين وحدهم ولا تخص العرب وحدهم بل تخص المسلمين أينما كانوا وحيثما وجدوا وما دام كتاب الله القرآن موجودا على الأرض يتلى وفي الأرض مؤمنين فليس هناك استقرار لدولة اليهود وهي في طريقها لأن تصبح من مخلفات التاريخ كما أصبحت دولة الصليبيين من قبلها من مخلفات التاريخ تؤلف الكتب عن أسباب زوالها ويكتب الباحثون أبحاثهم ويعطى العلماء آراءهم في ذلك وكلهم أو جلهم ينسى أو يتناسى الحقيقة الأزلية وهي استحالة أن يملك هذه الأرض غير المسلمين ملكا مستقرا وأن تبقى في حوزة أعدائهم لأن هذه إرادة الله بينها في ليلة الإسراء.