ويبدو -كما يقرر ذلك أخونا الكبير الأستاذ عبد الرحمن الباني- أن هذه القراءة في كتب الغزالي تركت أثراً كبيراً في حياة الدكتور أمين ظل حتى آخر حياته عليه رحمة الله ورضوانه. والشيء الذي يذكره عنه الأستاذ الباني أن الدكتور أمين كان يتميز عن زملائه بإرادة صلبة جعلته يطبق كثيراً مما يمر معه في الإحياء مهما كان هذا الذي يطبقه صعباً.
وكان -غفر الله له- يمتاز بالابتسامة المضيئة العذبة، والحنان الدافئ، والرفق الوفير، والوفاء الجم لصاحب المعروف، فكان يشكره ويذكره بكل خير. وكان يتمتع برنة صوت محببة تزيدها الابتسامة الدائمة حلاوة وسحراً، أما بشاشته واهتمامه بمن يلقى ومحاولة خدمته فشيء منقطع النظير.
سار أمين في مكتب عنبر حتى حمل شهادة البكالوريا (قسم الرياضيات) ثم تابع دراسته في دار المعلمين حتى نال شهادة أهلية التعليم، وانتظم مدرساً في قرية (داعل) ، إحدى قرى محافظة حوران، ثم انتقل إلى دمشق مدرساً في مدرسة طارق بن زياد فعاد إلى أولئك الفتية يواصل عمله معهم لرفعة الإسلام، وكانت لديهم اهتمامات روحية وعلمية واجتماعية.
فمن مظاهر الاهتمامات الروحية في فقيدنا أنه التحق ببعض مشايخ الصوفية يلتمس تصفية نفسه وتزكية روحه، والتزم بتكاليفها وظل كذلك إلى أن تبين له ما تنطوي عليه من فساد وانحراف فتركها محذراً منها مبينا ما رآه فيها من المساوئ.
ومن مظاهر الاهتمام العلمي تلك الندوات العلمية التي كان يسهم فقيدنا فيها إسهاماً جيداً، وحضور دروس عالم الشام الشيخ محمد بدر الدين الحسني ودروس الشيخ أبي الخير الميداني. وغيرهم.
ومن مظاهر الاهتمام الاجتماعي اشتراكه مع زملائه في إنشائه الحركة الإسلامية الواعية التي أشرت إليها آنفاً.