ثم انتقل عمله إلى الثانوي فكان معيداً في التجهيز ومدرساً للدين فيها، فزاد نشاطه في الدعوة إلى الله جداً لأن الذين يعلمهم شباب لا أطفال، وكانت الدعوة القومية في أوج انتشارها وذيوعها، واستطاع بلباقة فائقة أن يشق طريقة في الدعوة في أوساط هؤلاء الشباب، وأن يحقق ما يريد من الخير على وجه يضمن له الاستمرار في عمله، وكانت دعوته للإسلام في هذه المرحلة عن طريق الدعوة إلى الأخلاق.
وفي سنة ١٩٤١ ذهب إلى مصر للدراسة في كلية أصول الدين في الأزهر، والداعي إلى ذلك استكمال معرفة هذا الدين، والرغبة في إصلاح المسلمين، ونال من هذه الكلية الإجازة، ثم دخل معهد التربية وحمل شهادته.
وقد أعجب أيما إعجاب بالعالم العامل المجاهد الشيخ محمد الأودن رحمه الله، ويبدو أن الصلة بقيت قائمة بينهما على أتم وجه، وقد اصطحبني مرة إلى زيارة الشيخ الأودن في بيته في مكة، رحم الله الجميع، وكانت له صلة طيبة بالحركة الإسلامية في مصر، وكان يحرص على حضور محاضرات الأستاذ البنا رحمه الله، ومحاضرات العلامة السيد محمد الخضر حسين، وكان يلقي بعض الخطب في الحفلات الإسلامية التي كانت تقام. وله موقف مشهود في الجرأة على قول الحق، ومواجهة الناس به وذلك أثناء حفلة أقيمت في دار جمعية الهداية الإسلامية في القاهرة.
وقد حدثني الأستاذ الباني أنه انتفع مع الفقيد في مصر بتلك الدراسة التي اشتركا فيها على العلامة السيد محمد الخضر في كتاب الموافقات للشاطبي.
وعاد أمين المصري إلى بلاد الشام، فعين مدرساً في الثانوي وقد درس علوماً عدة منها المنطق وعلم النفس.
ثم أرسل إلى باكستان ملحقاً ثقافياً بالسفارة السورية -عمل هناك على نشر العربية وتعليمها، وألف في ذلك كتاباً مهماً وممن تخرج على يديه الأستاذ خليل أحمد الحامدي مدير دار العروبة للدعوة الإسلامية ببكستان ثم عاد ليعمل في وزارة المعارف يشترك في وضع مناهج التعليم.