وفي سنة ١٩٥٦ سافر إلى انكلترا لدراسة الدكتوراه وكانت له قصة في اختيار موضوع الرسالة، إذ أبى المستشرقون أن يكون موضوعه نقد (شاخت) ، فاختار موضوعاً في (معايير نقد الحديث عند المحدثين) .
وعندما عاد إلى الشام عمل في لجنة التربية والتعليم في وزارة المعارف ثم أستاذاً في كلية الشريعة في جامعة دمشق، ودرس فيما درس العقيدة ومصطلح الحديث وفقه السيرة، وقد عهدت إليه كلية التربية أن يدرس الطلاب المتخرجين من كلية الشريعة طرق تدريس الدين، وألف كتاباً في الطرق الخاصة للتربية الإسلامية ليفيد منه الذين يعدون للقيام بالتربية الإسلامية وتدريس العلوم الدينية في المدارس المتوسطة والثانوية.
ثم عمل في الحقل العام فتعاون مع رابطة العلماء في توجيه الناس ودعوتهم إلى الخير، ثم اتخذ من جامع المرابط في حي المهاجرين بدمشق منطلقاً للدعوة.. إذ كان يخطب فيه الجمعة ويلقي فيه الدروس، وكان النساء يحضرن في مكان خاص بهن. ولقد كان لهذا النشاط أثر كبير ولحقه بسببه غير قليل من الأذى.
كما عمل أيضاً في خدمة المدارس الشرعية ولا سيما التي كانت تفتح أبوابها للطلاب الأتراك.
ثم هاجر إلى الحجاز بعد أن أدرك أن الظروف الصعبة التي قامت في بلده لا تتيح له أن يعمل ما يريد من أجل خدمة الإسلام. فترأس قسم الدراسات العليا في كلية الشريعة في مكة ثم في المدينة، وحذر من ابتعاث أبناء المسلمين إلى ديار الكفار ليتلقوا دينهم عن اليهود والنصارى. وكان له نشاط مذكور في إذاعة المملكة العربية السعودية وتلفزيونها.
وقد تبين له -تغمده الله بواسع رحمته- أنه لا بد من قيام دعوة إسلامية قوية متميزة شاملة، ووجد أن هذا هو السبيل الأوحد لإصلاح المسلمين وخدمة الإسلام، وكان ينادي بذلك ولا سيما في أيامه الأخيرة.