إن الدين الحق أن يصدق العمل القول، وأن يطبق المسلم في سلوكه وفي كل ما يصدر عنه من أفعال ما جاء في كتاب الله وفي سنة خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه.
إن الإيمان الصادق هو الدافع المحرك للقوى الكامنة في نفس الإنسان، وهو الذي يجعل المؤمن في شوق دائم للعمل بما يرضي الله تعالى، فيدفعه إلى تفضيل أعمال البر ليثقل ميزانه يوم القيامة.
فينبغي على المؤمنين الصادقين الذين يدينون دين الحق أن يقفوا في وجه المتجرين بالدين، وأن يكشفوا زيفهم وضلالهم، وأن يحملوا أمانة الدعوة إلى دين الله الحق الذي يزيغ أمامه كل باطل، وأن يعملوا بقول الله جل وعلا:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(آل عمران: ١٠٤) .
وليعلم المؤمنون الصادقون الذين يدينون دين الحق أن أهل الباطل كالزبد يذهب جفاء، وأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض.
ولكن على المؤمنين الصادقين أن يعملوا {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}(التوبة:١٠٥) .
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.