كما يمدح ممدوحيه ببعض الصفات التي تتناسب مع مكانتهم الرسمية، تلك التي تتصل بالحكم والسياسة وأمور الدولة، نحو مديحته للراضي بسداد الرأي، والتمسك بالوفاء، وحسن تدبير أمور الرعية، وتوجيه سياسة الوزراء والحجاب بما فيه صالح الشعب، يقول:
يسل رأيا كالسيف وقفته
ويحتوي سيفه ويغمده
تمسكًا فيه بالوفاء وما
تقصر عما يريده يده
يسوسهم بالسداد حاجبه
وهو بآرائه يسدده
ويمدحه أيضًا بأنه القادر على الوصول إلى أهدافه، الألوف، العيّاف، النهوض بالخطوب، إذا ما واجهته المحن [٤] .
ويمدح الوزير ابن مقلة بالاستقلال بالرأي، وأنه أعلم الزمان الذي لا تخفى عليه خافية، وأنه ذو عزم ويقين، وخير ناصح وأمين، فيقول بين ثنايا مديحته الضادية للراضي:
أيّد الله ملكه بوزير
مستقل برأيه نهّاض
عالم بالزمان قد راض منه
جامحًا آبيا على الرواض
لم يطف اليقين من ظنه ال
شك ولا حال دونه باعتراض
ناصح لم يخض ضحا ضح غش
في الزمان الماضي مع الخواض
والصولي يجعل من مدائحه سجلاً تاريخيًا، يتحدث فيها عن عائلة ممدوحيه وأنسابهم: آبائهم وأجدادهم، فحين يمدح الخلفاء يشير دائمًا إلى انتسابهم للبيت النبوي الشريف، الذي يعلو على كل البيوتات بالشرف والعز والمجد والنبوة، ويجعل من هذا النسب وسيلة لرفعة الخلفاء، والتفاف قلوب الناس حولهم، من مثل قوله في الراضي:
طاب أصلاً وبابنه طاب فرعًا
غرس الملك منه خير غريس
قد أمر الزمان طوعًا عليه
فسخًا بعد نفرة وشموس
فترى الناس خاضعين إليه
من قيام بأمره وجلوس
ويشير في مديحته للخليفة المتقى لله، إلى بني العباس وفضلهم على الخلافة والإسلام، وأنهم ملكوا الجبلين اللذين قام بهما الإسلام: النبوة والخلافة، وأنه لولا وجودهم وقيامهم بأمر الدين لضعف نور الحق ... يقول: