ويبالغ في مديحه بالكرم، فيصفه بأنه النبع الصافي الذي منه يرتوي الناس، وأن جوده شمل كل من حوله، وأن بشره زائد العطاء، ويربط بين سخائه وصورة البرق الذي يلمع في السماء دليلاً على انهمار الغيث، ويقول إن هذا العطاء والسخاء يأتي تكرمًا دون سؤال إنسان أو تذكير من أحد، فالعطاء يجري من يديه إلى الناس خالصًا، كما تجري المياه من منابعها صافية.
يقول:
يرِدُ الناس منه أغدار جود
طيب الورد مترع الأحواضِ
بشره زائد العطاء كما البر
ق دليل الغوث بالإيماضِ
صافيًا من تكدر المطل يجرى
جرى ماء صافٍ على رضراض
ويضيف الصولي إلى هذين المعنيين المتوارثين –الشجاعة والكرم- معاني أخرى، فنراه يمدح ممدوحه بصفات أخرى تتصل بالناس وصلة الحكام بهم. فيمدح الراضي تارة بأنه المفرج للكروب، وخير مَن يلوذ به الناس ويحتمون، الوفي بالوعد، السمح ... ويمدحه تارة أخرى بأنه المحسن الذي اكتسب حب الناس وطاعتهم له، وتقديرهم لمكانته وفضله، حتى لم يعد هناك إنسان يبغضه أو يسخط عليه لسماحة وجهه وعفوه ... يقول:
أحسنت حتى ما نرى متسخطًا
يشكو الزمان ولا نرى لك مبغضا
كم مبغض حطت إليك ركابه
قال الغنى عجلاً فأغنى المبغضا
ويضيف الوصولي إلى مدائحه بالأخلاق الكريمة، والخصال الحميدة وغيرها مدائج أخرى، بعضها يتصل بالصفات الشخصية، فيمدح الراضي بالذكاء ورقة الطبع ... فيقول:
رقيق حواشي الذهن هذب طبعه
ومحص في قرب المدى أيما محص
وأنه لا يخونه الفهم، ولا يسئ التقدير:
أرى ذكيا ذكت خواطره
فلم يخن فهمه متلده
ويصفه بأنه البدر الذي أضاء دجى الظلماء، والذي لم يأت خليفة مثله، ولن يستطيع أن يصل إلى مرتبته إنسان فيقول:
بدر يضئ دجى الظلام ولم يزل
لسواد ما تجني الخطوب مبيضا
بكر الزمان فليس ينتج مثله
أبدًا ولا يلغي بع متمخضا
من شام عزك ذل دون مناله